كتاب اللغة والخط العربي / النشأة والتطور وآفاق جمالية وبلاغية ـ لمؤلفته البروفيسور الدكتورة صفا لطفي : تعد اللغة العربية من أهم اللغات في العالم ، وهي نعمة الله الكبرى للإنسان ، فلها قيمة عليا في جميع مجالات الحياة البشرية . ثم أن اللغة العربية منذ وجودها ، كانت الوعاء الذي احتوى أفكار الناطقين بها ، بل تكاد تكون تلك الأفكار جزءا منها ، فقد ربطت بين الفكر والعمل ، وبفضل لغتنا ، أصبح الإنسان العربي ، إنسانا نموذجيا لكل من هو من جنسه من البشر على الأرض . ومن المفيد ذكره أن اللغة العربية قد بلغت قبل البعثة المحمدية أوج بريقها ، في الفصاحة والمنجز الأدبي من شعر ونثر ، وكان التتويج لصاحبة الجلالة حينما نزل القرآن الكريم بها ،فقد اختارها الله عز وجل وعاء لكتابه الخالد فارتفع شأنها وأصبحت اللغة السائدة في بلاد العرب والمسلمين . وتأسيسا على ذلك فقد كان لها نصيبا من الانتشار والذيوع ، لما امتازت به من قوة بيانها ورصانة ألفاظها وأصواتها ، وإيقاعية كلماتها واتساع وشمول معانيها ، وبهذا كان لها شأنا في نشر الحضارة العربية والإسلامية فقد شجع ذلك الخطاطين العرب والمسلمين ، ليجعلوا من حروفها وكلماتها مادة غزيرة لمخطوطاتهم ، فهي لغة عقيدة ورسالة خالدة فضلا عن كونها أداة الفكر العلمي وهي الوسيلة التي خطت بها أزهى عصور النهضة الفكرية، البشرية . ويأتي هذا الكتاب ليكون بمثابة إضمامات ثقافية تسلط الضوء على المرجعيات التاريخية للغة العربية ، وتمثلات اللغة وأدواتها في الفنون العربية والإسلامية والخط العربي وما رافقه من جماليات وتمثلات فكرية ألقت بظلالها على ساحة المنجز الفني والمعماري العربي والإسلامي .

2021-01-06 1919