الموجز في تطور الفن الجداري "، لمؤلفته البروفيسور الدكتورة صفا لطفي، عن التطور الفني الذي سار عليه الفن الجداري بادئ ذي بدء ضمن عدة اعتبارات ( مؤثرة ) كانت فاعلة في تنوع أشكاله و طرزه .مثلما تلفت نظرنا إليها الأماكن التي نفذ فيها هذا الفن كتقنية متميزة وهذا هو بالضبط ما يوازي عدنا إياه عنصرا مهما من عناصر تجذره الثقافي على شتى المستويات الفنية والفكرية ، وان من بين تلك الاعتبارات الأولى وهي الخاصة بسير الفن الجداري وما ارتبط به من تقنية وأسلوبية وجمالية ، وهذه العناصر التي تجسد (هويته ) أو صيرورته الفكرية ذات المدلول الإنساني ارتباط وثيق . وكأنها ذات إنسانية تمتلك مقومات حياتها ووجودها . من هنا تبين لنا عند استعراضنا للتطور التاريخي للفن الجداري مدى التطور والتأثير الذي ناله ، كما لو أن نوع من التواصل والاتصال في مجال الذهنية الاجتماعية للإنسان عبر العصور والذي ينتج منها نوع من التنافذ الثنائي من الحضاري إلى الإنساني ومن الإنساني إلى الحضاري قد حدث . تقف المؤلفة، في أبحاثها، لتدرس التطور الذي مر به التصوير الحائطي وعلى مختلف الأماكن والأزمان بالرغم مما عصف بالحضارات التي ظهرت في العالم من أحداث كادت أن تطمسها أو تجعل منها مظهرا من مظاهر حضارية هجينة . وهذا هو ما يشجع على عقد النية على دارسة تطور الفن الجداري والثقافي . وهكذا كان على المؤلفة أن تجد في الفن الجداري ( كنوزا ) تستطيع أن تخبر المتلقي بكل معطياتها الفنية والفكرية فتتساءل: هل انه مجرد فن تلقائي يعبر عن مشاعر شخص ما أو مجموعة أشخاص ؟ أم يعبر عن تقاليد شعب ما أو مجموعة شعوب؟ ومن ثم حاولت المؤلفة أن تجد مدى تأثر فن جداري في زمان ومكان ما بفن جداري آخر ، ومدى تناص فن على فن آخر . هذه هي الخطوط العامة التي أعد بموجبها هذا الكتاب .
2021-01-07 1123