07727460503

النقد الفني وقراءة في فن الرسم الحديث"، عن مكتبة لبنان ناشرون

...

صدر للبروفيسور الدكتورة صفا لطفي ، كتاب "النقد الفني وقراءة في فن الرسم الحديث"، عن مكتبة لبنان ناشرون ، يحكي عن نزعة الإنسان الأبدية إلى حماية نفسه، وتمجيد أبطاله ومجتمعاته، وكيف أن الجمع بين الرموز الرسومية والبنى المعمارية التي خلفها لنا الإنسان، زودنا بذخيرة قيّمة أضاءت لنا الماضي . تقف المؤلفة، في أبحاثها، عند فن عصر النهضة الإيطالية، وفن الباروك والركوكو والكلاسيكية الجديدة، والحركة الرومانتيكية في فرنسا ثم الواقعية، فمدارس العصر الحديث كالتأثيرية والوحشية والتكعيبية والمستقبلية، والتعبيرية والتجريدية. وأيضاً: الدادائية والسوريالية. وتعالج عقبها، موضوع الرسم الميتافيزيقي والرسم الساذج، وفن البوب والاوب، وتنهي كتابها ببحث حول الجمال لا يفوت البروفيسور صفا لطفي، التطرق، ضمن موضوعات كتابها، بشيء من الاختزال والتبسيط، إلى حقيقة أن الفنون البصرية ربما تقوم مقام اللغة، وأن مصدر الإيصال في هذه اللغة هو الفنان وعمله الفني، يقابلهما المتلقي الذي هو المشاهد . ومثل الحال في قارئ النص، فإن على المشاهد أن يميز ويستنبط الرموز وأنماطها، قبل أن يحصل التفاهم بينه وبين الأثر الفني الذي ليس بالضرورة سيمنحه المتعة الجمالية، ولكي تتحقق، لابد من توافر جملة من الشروط، أهمها امتزاج النزعات الذاتية بالقدرات المدركة . وترى المؤلفة، أن عملية التذوق الفني، يمكن اعتبارها عملية اتصال أو ملائمة بين طرفين، الطرف الأول هو الفنان ممثلاً في أعماله الفنية، والطرف الثاني هو المتذوق أو المتلقي، ونجاح عملية التواصل بين الطرفين، لا تحدث على مستوى واحد من النجاح، وإنما تأتي عادة، على مستويات متفاوتة. وهنا يمكننا الحديث عن دور الفنان ومسؤوليته في أن تكون أعماله الفنية ذات طابع مميز وباستمرار، ومعبرة عن سمة العصر الذي تعيش فيه، وذات طابع شمولي. وفي المقابل، على المتلقي أن يدرك طبيعة العمل الفني الموكلة إليه عملية أو مهمة التعبير عن الواقع، لا تسجيله. والذي يحتمل أن يستخدم رموزاً مجردة لكنها على صلة بالواقع، ما يجعل الفن من الناحية الوجدانية أكثر تعبيراً عن الحقيقة من الواقع. كما على المتلقي إدراك العلاقة بين العمل الفني وموضوعه، وتقنيته وحجمه والزمن الذي يستغرقه إنجازه، وكذا جملة حيثيات أخرى. تنتقل البروفيسور صفا لطفي، إلى الحديث عن الفن المعاصر، انطلاقاً من فن عصر النهضة الإيطالية في القرنين 15 و16. وتبين أن هذا الأخير يعد القرن المبكر لعصر النهضة الذي شهد انطلاق النهضة الفكرية التي غيرت مجرى الحياة الأوروبية، إذ ربطت العلوم القديمة بالحديثة، وربطت النشاط الفني بالفكر. وهو العصر الذي ظهرت فيه أسماء كبيرة، كـ ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو ورافائيل. وتقرأ المؤلفة في عمق سمات تجارب باقة متنوعة من المبدعين في هذا الصدد، ومن بين ذلك، الإضاءة على الواقعية التي قادها غوستاف كوربيه. وتبين كيف برزت التكعيبية . والتجريدية والدادائية والسريالية وغيرها من مدارس الفن الحديث .

2021-01-09 1117